الرايات السوداء ... نهاية العالم 2

نستكمل اليوم ما بدئنا الحديث عنه وهو نهاية العالم .. لكن قبل الاسترسال بالحديث في هذا الموضوع لا بد من الاشارة لبعض الامور المهمة وهي :

1- بعض الروايات والاحاديث التي ننقلها قد يكون في سندها ضعف .
2- في بعض الاحيان قد نورد بعض التوقعات والاستنتاجات التي لا يقبلها البعض وهذا اجتهاد قد يكون خطئا وقد يكون صوابا .

تحدثنا عن ارمجدون او هرمجدون واوردنا بعض الدلائل والاشارات والتنبؤات بها وفي موضوعنا هذا حديث عن بعض الامور التي حدثت ولا زالت تحدث وقد تحدث في المستقبل .

وبداية لا بد ان نورد الحديث المشهور روى البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب قال ( صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر يوما ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل، ثم صلى - ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضر العصر. ثم نزل فصلى. ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس. فأخبرنا بما كان وبما هو كائن ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله، أن كنت لا رى الشئ قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه ).

وقال حذيفه بن اليمان رضي الله عنه ( والله ما ادري انسي صحابة النبي صلى الله عليه وسلم أم تناسوا، والله ما ترك رسول الله من قائد فتنه إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا إلا قد سماه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واسم أبيه واسم قبيلته ) رواه أبو داود

وهذا اشارة الى ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبر بالفتن وبمن فيها والحروب وبمن يقودها ولكن حذيفة رضي الله عنه قال ان الصحابة نسو او تناسوا ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم لعظم الامر وهوله .

ومن الامور التي اخبر بها صلى الله عليه وسلم هدنه ومصالحه بيننا وبين الروم ( اوروبا والولايات المتحدة الامريكية ) قال صلى الله عليه وسلم: ( اعدد ستا بين يدي الساعة: موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدنه تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا ).

وقد بدأت الهدنة بين المسلمين وبنى الاصفر ولازالت الى الان ومن الأمور العجيبة ان من خلال قراءتي في موضوع نهاية العالم استوقفني شخص تنبأ ببعض الامور الغيبية وقد حدث وان صح التعبير فهو لم يتنبأ وانما بحث واستنتج وهذا الشخص هو نوستراداموس طبيب ومنجم فرنسي قام بكتابة كتاب وأطلق عليه اسم "القرون " وقد تنبأ بالاتي :

(( الحرب العالمية الأولى والثانية ووقعتا فعلا في التاريخ الذي حدده، كما اخبر عن الثورة الفرنسية وعن ظهور جبابرة سماهم بأسمائهم منهم هتلر ونابليون، وتنبأ بنشوب حرب عالميه ثالثه وأنها مدمره تكون في أوائل هذا القرن وأنها نووية وبيولوجيه كما تنبأ بخروج فتى الرب من جزيرة العرب "المهدي" ))

ولعل الغريب في الامر ان اسم كتاب هذا المنجم هو القرون وهو ما ذكره عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم اخبرهم بما هو كائن إلى يوم القيامة قرنا قرنا.

ومما قاله هذا المنجم : ( انه في عام القرن الجديد والشهر التاسع وهو ما حدث في سبتمبر من عام 2001 من السماء سيأتي ملك الموت العظيم ستشتعل السماء في درجة الموت، وتقترب النيران من المدينة الجديدة العظيمة في مدينة" يورك " سيحدث انهيار وتؤدي الفوضى إلى تمزيق التوأم.. خلال سقوط القلعة يتداعى القائد العظيم وتبدأ الحرب الثالثة العظمى بينما تحترق المدينة الكبيرة ).

ولعل هذا المنجم قد اخذ بعض الاوراق والمخطوطات الاسلامية التي تحدثت عن الفتن ولعل في سندها ضعف كثير تحتمل الصحة والله اعلم .

ومن المناسب في هذا المقال ان نأتي ببعض الاحاديث التي نقلت عن نعيم بن مسعود رحمه الله وقبل ان نعرج لهذه الروايات لابد ان نعلم من هو نعيم بن مسعود وقال فيه اهل الحديث .

نعيم بن حماد من رجال العلم وطلاب الحديث الذين طوفوا في الآفاق لطلبه، قال عنه الإمام الذهبي في السير: هو الإمام العلامة الحافظ أبو عبد الله المروزي الخزاعي صاحب التصانيف روى عنه البخاري مقرونا بآخر، وأبو داود والترمذي وابن ماجه، بواسطة، ويحيى بن معين، وخلق. وهو أول من جمع المسند وصنف فيه قد اختلف النقاد والحفاظ فيه، فقال أحمد: كان من الثقات، وقال يحيى بن معين: يروى عن غير الثقات. وبعد ما ذكر الذهبي كلام المحدثين والنقاد على نعيم عقب على ذلك بقوله: قلت: نعيم من كبار أوعية العلم، لكنه لا تركن النفس إلى رواياته .
من رواياته رحمه الله :

* عن حفصه زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا سمعتم بناس يأتون من قبل المشرق أولو دهاء يعجب الناس من زيهم فقد أظلتكم الساعة ) وفي هذا اشارة لما يحدث في بلاد السند وقد عجبنا من فعلهم بالروس .

*{ تخرج الرايات السود من المشرق لبني العباس ثم تمكث ما شاء الله، ثم تخرج رايات تسود صغار على رجل من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق}

*{ تقبل الرايات السود من المشرق يقودهم كالبخت المجللة أصحاب شعور، أنسابهم القرى وأسماؤهم الكنى، يفتتحون مدينة دمشق، ترفع عنهم الرحمة ثلاث ساعات}.

*{ إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض ولاتحركوا أيديكم ولا أرجلكم! ثم يظهر قوم ضعفاء لا يوبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم أصحاب الدولة، لا يوفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى ونسبتهم القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء }

*روى نعيم بن حماد بسنده إلى رجاء بن أبي سلمه عن قبه بن أبي زينب انه قدم المقدس يتضمن فقلت له " لعلك تخاف المغرب ؟ قال: أن فتنتهم لن تعدوهم مالم تخرج الرايات السود . فإذا خرجت الرايات السود فخف شرهم .

وقد اختلفوا فعلا فيما بينهم فعلا وتقاتل الفرقاء وجاءت قوات الغرب( الرايات الصفر ) لتحاربهم .

*روى نعيم بن حماد بسنده عن كعب قال(( علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كنده)) ولعل الغريب في الامر ان رئيس الاركان هو رجل اعرج وهو ريتشارد مايرز وقد اقبل على عكازين ليعلن للشعب الأمريكي بدء عمليات القوات المشتركة الجوية والبرية والبحرية ضد أفغانستان .

ولعل ايضا مما نقل في بعض المخطوطات الاسلامية التي سأوردها لكم واتحفظ على صحتها مايلي :

* ففي روايه قيل منسوبة الي ابو هريرة رضي الله عنه موجوده في دار الكتب الاسلامية بكتبخانة الترك في اسطانبول يقول فيها(( وفي عقود الهجرة الالف واربعمائة واعقد اثنين أو ثلاثا ... يخرج المهدي الامين ويحارب كل الكون يجمعون له الضالون والمغضوب عليهم والذين مردوا علي النفاق في بلاد الاسراء والمعراج عند جبل مجدون وتخرج له ملكة الدنيا والمكر زانية اسمها ( امريكا ) تراود العالم يومئذ في الضلال والكفر ويهود الدنيا يومئذ في أعلي عليين يملكون كل القدس والمدينة المقدسة وكل البلاد تأتي من البحر والجو إلا بلاد الثلج الرهيب وبلاد الحر الرهيب ويرى المهدي أن كل الدنيا عليه بالمكر السيئ ويرى الله أشد مكراً ويرى ان كل كون الله له اليه المرجع والمصير وكل الدنيا شجرة له أن يملكها فرعا وجذرا .... فيرميهم الله بأكرب رمي ويحرق عليهم الارض والبحر والسماء وتمطر السماء مطر السوء ويلعن اهل الارض كل كفار الارض ويأذن الله بزوال كل الكفر ))

قال ابو هريرة رضي الله عنه (( حفظت من رسول الله صلي الله عليه وسلم وعائين , أما احدهما فقد بثثته وأما الاخر فلو بثثته قُطع هذا البلعوم)) رواه البخاري في صحيحه وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري ان ابا هريرة كان يعلم أسماء الامراء والسلاطين واسماء ابائهم

قال الحافظ الذهبي : (وقد صح أن أبا هريرة كتم حديثاً كثيراً مما لا يحتاجه المسلم في دينه وكان يقول: لو بثثته فيكم لقطع هذا البلعوم ، وليس هذا من باب كتمان العلم في شئ ، فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه ، والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره ، وينبغي للأمة نقله ، والعلم المباح لا يجب بثه ولاينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء )

لعل قد يكثر الكلام في هذا الموضوع ويتسع وقد حاولت قدر المستطاع ان اتي بالروايات ومصادرها لكي نكون على بينة ونتأكد منها وانما هذا اجتهاد فأن اصبت فمن الله وان اخطأت فمن نفسي والشيطان .